اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد ما بنى الدولة الإسلامية بضبط حقوق كل المقيمين في الفضاء الإسلامي. وكانت هذه سنته كلما توسعت علاقاته وامتد نور الإسلام، يضمن دائما لكل فرد حريته وكرامته. وأعطى للوفاء بذلك ذمة الله وذمة رسوله وذمة المؤمنين لكل من يعيش داخل الدولة الإسلامية، وإن رفض الدخول في دين الله وهم أهل الذمة. كما ضمن لمن يريد النشاط داخل حدود الدولة أيضا، الأمان على نفسه وماله وعرضه وجميع حقوقه في حدود المدة المتفق عليها مع المستأمن.
والتعامل مع غير المسلمين في التجارة وغيرها لم ينقطع منذ العهد النبوي، وأما الاستعانة بغير المسلم في القتال فذلك من مواقع الخلاف بين الفقهاء، ولذا فإن المصلحة التي جاء بها شرع الله هي التي تحكم في الواقعة المعينة فينظر في كل حالة على انفرادها.
أما إقامة المسلم في غير دار الإسلام فإن إقامتهم إذا أمنوا على دينهم، فهي مصلحة كبرى للجامعة الإسـلامية وخاصة في نشر الإسلام إذا التزم المسلمون السلوك الذي سار عليه الصالحون.
فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي، (عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، مفتي الجمهورية التونسية سابقا): معاملة غير المسلمين ومعاملة الأقليات المسلمة، بحث منشور ضمن بحوث الدورة السادسة عشرة للمجمع].