يظهر المتطرفون في عصرنا تمسكاً شديداً بالعبادات والمظاهر الدينية، شأنهم في ذلك شأن سلفهم من الخوارج الذين كان فيهم من الاجتهاد في العبادة والورع ما لم يكن في الصحابة أنفسهم كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لما كان تدينهم على غير الوجه المشروع وانحرافهم في تأويل كتاب الله واستباحة دماء الناس المعصومة، أفضى بهم كل ذلك إلى المروق من الدين، ولحاق لعنة رسول الله بهم وبمن خلفهم، ولهذا قال عبد الله بن مسعود وأبي بن مالك : “اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة”