حين شدد محمد الفاتح قبضة حصاره على القسطنطينية، ارتفعت فيها أصوات من بعض أبنائها تطالب ببذل الجهد للحصول على معونة روما ونجدتها وسعى في سبيل ذلك الامبراطور، ولكن أصواتاً معارضة أخرى ارتفعت منددة بهذه الفكرة، وأخذت تهتف وفي مخيلتها فظائع المسيحيين الكاثوليك من أهل روما مع مدينتهم واضطهادهم للمسيحيين الشرقيين في القسطنطينية والدماء التي أسالوها في سبيل القضاء على المسيحية الشرقية، وردد المعارضون شعارهم الشهير الذي يعكس صورة الإسلام المتسامح في ذهنية القرون الوسطى التي ينعدم فيها التسامح: (لأَنْ نرى في القسطنطينية عمامة المفتي خير من أن نرى قبعة الكاردينال).