قال ابن القيم رحمه الله: “وما أمَرَ الله بأمْرٍ إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو. ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه؛ كالوادي بين جبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين، فكما أن الجافيَ عن الأمر مُضيّع له، فالغالي فيه مُضَيّع له، هذا بتقصيره عن الحدّ، وهذا بتجاوزه الحدّ. وقد نهى الله عن الغلو بقوله: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 77] اهـ (ابن القيم: مدارج السالكين )