كان منهج النبي وصابته الكرام التحرز في الدماء ودفعها بأي شبهة ولو غير قائمة، وفتح كافة سبل التوبة والعفو والغفران، تروى لنا كتب التاريخ عن ورع عمر ابن الخطاب وحرصه على حفظ دماء حتى من ارتد على دين الله، فقد قدم على عمر بن الخطاب رجل من قبل أبي موسى الأشعري، فسأله عن الناس، فأخبره. ثم قال له عمر: هل كان فيكم مغرِّبة خبر؟ فقال نعم: رجل كفر بعد إسلامه، قال: فما فعلتم به؟ قال: قرّبناه فضربنا عنقه. فقال عمر: أفلا حبستموه ثلاثاً وأطعمتموه كل يوم رغيفًا واستتبتموه لعله يتوب ويُراجع أمر الله؟ ثم قال عمر: اللهم إني لم أحضر ولم آمر، ولم أرض، إذ بلغني” إذا كان هذا عمر قد برئ من قتل مرتد وفي زمن لازال الإسلام فيها غضاً طرياً فما بال من يقتل ويفجر مساجد المسلمين بدعوى كفرهم دون أن تتحرك فيه شعرة.