يسكن دعاة التكفير هوس شاذ غريب، اتجاه التنكر لإجماع الأمة واجتماعها، فكلما وجدوا “اجتماع الأمة” كلما بادروا إلى مناكفته! وسارعوا إلى مخالفته! وغفل هؤلاء ـ وللأسف ـ عن أنّ مناكفة “اجتماع الأمة” ومخالفته آية عن عدولهم عن “الطريق المستقيم”، وقد كرّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أيًّ من حديث أنّ “الطريق المستقيم” و”اجتماع الأمة” لن يفترقا إلى يوم القيامة، فعن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “سألت ربي أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها” (رواه الترمذي)، وعن عن أنس أنّ رسول الله قال: “إنّ أمّتي لا تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم” (رواه ابن ماجة). فكم يمثّل دعاة التطرف اليوم من بين سواد المسلمين الذين أكّد رسول الله على استحالة اجتماعهم عن ضلالة؟!!!.