عندما قدم وفد بنو حنيفة لمبايعة رسول الله في المدينة، وكان فيهم مسيلمة الكذاب، الذي رفض مبايعة رسول الله، وقال: ” أريد أن يشركني محمد معه في النبوه كما أشرك موسى اخيه هارون”. ورفض مبايعة رسول الله، ورآه رسول الله في المنام وعلم أنه سيدَّعِي النبوة من بعده، علم خطورته على المسلمين ومدى الفتنة التي من الممكن أن تحدث من جرَّاء انتشار دعوته، وذيوع صيته، وبرغم كل هذه الأحداث الخطيرة، وبرغم قوة الرسول والمسلمين في ذلك الوقت، وضعف بني حنيفة والعرب أمام قوة النبي وأصحابه، إلا أن رسول الله لم يعاقبه أو يسجنه أو حتى يلعنه، لأن النبي لا يعاقب بالنوايا، ويعمد بالرأفة على من يعاديه لعله يستهدي ويتوب. وعاد مسيلمة إلى نجد، وفعل ما فعل في المسلمين. فهل يمكن مقارنة رحمة رسول الله وعفوه عن مسيلمة الكذاب بقسوة وجلافة المتطرفين في عصرنا مع إخوانهم المسلمين المسالمين.