من المعروف في أدبيات الحركات المتشددة الانضباط والصرامة في طاعة المرشدين والمشايخ، وعدم التسامح في نقاشهم والخروج عن توجيهاتهم، وإلا فالسيف يراقب كل مشكك أو متهاون. يحدث هذا بينهم بينما يحدث النقيض مع صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم، الذي نوقش واُعترِض عليه في كم من مرة، لكنه كان في كل منها يرأف ويرحم ويعفو، ففي الحديث أنَّ رجلاً غائرَ العينين مُشرفَ الوجنتين ناشزَ الجبهة كَثَّ اللِّحية محلوقَ الرأس مشمِّر الإزار قال: يا رسولَ الله، اتَّق الله، قال: “ويلك، أوَلَستُ أحقَّ أهلِ الأرض أن يتّقيَ الله؟” ثم ولَّى الرجلُ، فقال خالد بن الوليد: يا رسولَ الله، ألا أضربُ عنقه؟! قال: “لا، لعلّه أن يكونَ يصلِّي، فقال خالد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليسَ في قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لم أومَر أن أنقِّبَ عن قلوبِ الناس، ولا أن أشقَّ عقولَهم” (رواه الشيخان)