أكتوبر 2016

تفكيك مقولتي “الجهاد” و”القتل”

المصطلحات كائنات، تحيى في النص الذي توجد فيه، فإذا أراد المرء التعامل مع مصطلح معين، فإن ذلك يقتضي دراسته كما يُدرس الكائن في كل حالاته، نشأته، نماؤه، كيف يتحرك انفراداً؟ وكيف يتحرك اجتماعا؟ ما هي علاقاته؟ وما هي ضمائمه؟ وما هي مشتقاته؟؛ أي، حصر جميع حالات حراك هذا المصطلح في مجاله، قبل أن يصبح المرء قادرا على الحديث عنه بالدقة المطلوبة. لا بد من التتبع في كل الحالات، فتصبح عارفا بأنواع الاستجابة التي يستجيبها هذا الكائن، حتى إذا وضعت دليلا تعريفيا عنه سيكون قد استجمع من شروط الدقة والضبط ما يجعل الحكم سليما. من هنا فالجهاد في تجلياته المختلفة يكون ... قراءة المزيد

قراءة في الخلفية العلمية لدعاة التطرف

الباحث والمتقصي للأدبيات والفقهيات الجهادية التي تستند لها التنظيمات الجهادية في عالمنا الإسلامي يُصدم بحقيقة أن هذه الأدبيات كتبت من طرف أناس لا علاقة لهم بالعلم الشرعي، وأنه لم يكتب أي منها من طرف عالم معروف مشهود له بالعلم والافتاء. كما وأن أغلب إن لم نقل كل قادة الجماعات الجهادية لم يتلقوا تعليماً دينياً رصيناً ولم يتدرجوا من مراتب العلم والتعلم والاجتهاد بما يسمح لهم بأن يتصدروا الفتوى وينسبوا لأنفسهم حق الدفاع عن الدين، وبالتي أن تصدر منهم بلاوى وفتوى جرّت ولا زالت تجرّ على المسلمين الويلات، وكأن النبي كان يقصد هؤلاء تحديداً في الحديث الشهير: "إن الله عز وجل ... قراءة المزيد

في ضرورة تفكيك خطابات التطرف (الأحلام الأربعة)

ثانيا- الأحلام الأربعة: أـ حلم الصفاء: بلور العديد من المصلحين في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي حلمَ الصفاء، بحيث أفضت بهم تشخيصاتهم للأزمات التي كانت تعاني منها الأمة ساعتئذ، إلى قناعة مفادها أن الانعتاق منها لا يكون إلا بالرجوع إلى الأصول، غير أن أجرأة هذا الحلم / المشروع قد انداحت نحو وِجهات لم تكن آمنة العواقب، من مثل الدعوة للضرب بعرض الحائط كل المذاهب الإسلامية الشامخة والوضيئة، ومن مثل إشهار مقولة "نحن رجال وهم رجال" للقفز على جهود العلماء السابقين، ومن مثل  دعوى بناء الفقه على الأدلة التي لم يتم تكييفها بالشكل العلمي المطلوب، ومن مثل إشهار قول الإمام الشافعي ... قراءة المزيد

ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

لعله لم تحدث أية من اللبس في فهمها وتنزيلاتها الواقعية مثل ما أحدثت الآيات الثلاث من سورة المائدة والتي جاءت متتالية وفق الترتيب القرآني التالي: ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) حيث اُختلف فيها قديماً وحديثا لكن اختلاف القدماء فيها لم يكن مدعاة منهم لإباحة دماء المسملين إلا ما كان من الخوارج زمن الإمام علي رضي الله عنه، لكن الأمر اختلف في العصر الحديث حين انتشر المد العلماني، وبرز كردة فعل له تيار ... قراءة المزيد

وضوح الإسلام ورعونة الفكر الإرهابي

وضوح الإسلام في حماية المجتمع ومحاربة الإرهاب: الإسلام يصون الحرمات: والحُرُماتُ جمع حُرْمَةٍ، وهي ما منعت من انتهاكه، فكل اعتداء متعمد على حرمة من الحرمات يأثم فاعله ويحاسبه الله على فعله، سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما. أما عن المجتمع، فالجريمة فهي ذلك الفعل الذي يستوجب عقاباً بالقانون، سواء كان قانوناً جزائيًّا أم عسكرياً أم أمنيًّا .. الحرمات التي يحميها الإسلام: تحمي الشريعة الإسلامية جميع الحرمات، وهي كثيرة، يجملها الفقهاء في: حرمة النفس والمال والعرض والدين، ويتفرع عنها تفصيلات، من أهمها ما يلي: حرمة الأماكن: المساكن - المؤسسات - المنظمات - السفارات - أماكن العبادة - الطرق ... قراءة المزيد

ضريبة الإرهاب المالية

تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن الضحية الأولى للإرهاب هي الدول النامية وعلى رأسها دولنا الإسلامية، نظرا لقلة التنوع في هذه الاقتصاديات، بخلاف الاقتصاديات الكبرى والغنية التي تتمتع بقدرة أكبر على تحمل آثار الهجمات الإرهابية، مما يضع المتطرفين -الذين يرون في هجماتهم على الغرب نوعاً من العقاب له على أجندته السياسية وتدخلاته في عالمنا الإسلامي- أمام معضلة أن أكثر الدول والشعوب المتضررة من أعمالهم هم المسلمون أنفسهم والدول الإسلامية تباعاً، فعلى سبيل المثال أدت هجمات 11 سبتمبر 2001 المأسوية إلى خسائر في الاقتصاد الأمريكي بنحو 80 مليار دولار أمريكي، إلا إن هذه الخسائر على ضخامتها، لم تكن غير جزء ضئيل حيث ... قراءة المزيد

سبتمبر 2016

الإرهاب …. إشكالية المفهوم

المقدمة : تتلخص رؤية المؤلف في أن إشكالية مفهوم مصطلح الإرهاب منذ حدث 11 سبتمبر 2001 ميلادي، أصبحت هلامية وغير واضحة، وأصبح لزاماً على الأمة الإسلامية ممثلة في كل مؤتمراتها وكل منظماتها بذل مزيد من الجهد لتوضيح المفهوم للمجتمع الإسلامي والمجتمع العالمي بكل ثقافاته وعقائده، الذي يفتقد لتعريف عالمي موحد يتوافق عليه الجميع. حيث أن جل المفاهيم المتداولة إعلامياً قد حمًلت مصطلح "الإرهاب" أكثر مما يحتمل معناه وتخطت إشكالية المفهوم، الحدود الدينية والثقافية والسياسية إلى الحدود الوطنية والقومية والعقائدية، حتى تم إلحاق صفة الإرهاب بالإسلام (اسلاموفوبيا). الأمر الذي يجعل من قضية المفاهيم قضية مركزية، يجب إستثارة مكنوناتها ومساءلتها حتى لا ... قراءة المزيد

فاتورة الدم

ربما لا يجادل أحد في كون دول العالم الإسلامي والدول العربية كانت من أكثر الدول أمناً في الثلث الأول والثاني من القرن العشرين، نتيجة ابتعادها عن مناطق الحروب والصراعات الدولية، لكنها باتت عكس ذلك في ثلثه الأخير، حيث تكاثرت صراع السياسات والايديولوجيات لتجعل من العالم الإسلامي والشرق الأوسط بشكل خاص منطقة دامية تفوح فيها رائحة الموت كل يوم وفي كل الزوايا، لعلنا سنغالي إن نسبنا هذا الانقلاب فقط للايديولوجيات المتطرفة التي غزت العالم الإسلامي في الثلث الأخير من القرن العشرين  وتناسينا دور التدخل الأجنبي ودور السياسات الدولية في تأزيم الأوضاع والدفع نحو التناحر بين الأخوة الأشقاء، ونحن إذا نضع هذا ... قراءة المزيد

لماذا مركز الحوار والسلام والتفاهم؟ ولماذا منظمة التعاون الإسلامي؟

شهد العالم منذ نهاية الحرب الباردة مطلع تسعينات القرن الماضي تحولات جوهرية في عوالم السياسة والفكر  والاقتصاد، حيث برزت مفاهيم العولمة السياسية والثقافية، وسيادة النمط الرأسمالي على العالم على مجالات النقاش العالمي سياسياً وثقافياً، في ظل هذه التحولات الجذرية ظهرت على السطح إشكالية جدلية جديدة وهي جدلية العنف والسلام، والتي بدأت تكبر وتتضخم ككرة الثلج منذ بداية التسعينات إلى أن غلبت على كافة سياقات النقاش الأخرى وهمشتّها، كونها تضرب في صميم ما حققته الحضارة الإنسانية للإنسان من رفاه وأمن واستقرار، ومازاد الطين بلة هو أن هذه الظاهرة ركبت عربات قطار العولمة لتخترق حدود الدول المحصنة وغير المحصنة الغنية الفقيرة على ... قراءة المزيد

ينبغي أن نفهم لماذا يتطرف بعض أبناء المسلمين وعلينا أن نتقصى الأسباب الكامنة وراء الإرهاب

في ظل الهجمات التي استيقظت على هولها باريس وبيروت ومالي، وسلسلة الأحداث التي باتت العراق وسوريا وبلدان منطقة الساحل الأفريقي نَهْباً لها، أضحى القضاء على آفة الإرهاب ودَفْع شرِّها أولويةً قصوى لدى المجتمع الدولي. على أن حل هذه المعضلة يكمن بدايةً في فهم مُسبِّبات الظاهرة فهماً واضحاً. ولقد اضطلَعت منظمة التعاون الإسلامي، وهي منظمة دولية سياسية تضم في عضويتها 57 دولة، على مدى 40 عاماً من تأسيسها، بدور طلائعي في الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب على الصعيد الدولي. فقد كانت المنظمة سباقةً إلى الإقرار بخطورة ظاهرة الإرهاب والتنبيه إلى ضرورة التصدي لها، فكان من ثمرة جهودها الحثيثة والمتواصلة في هذا المجال ... قراءة المزيد

تحميل المزيد

أو تابعنا على مواقع التواصل الإجتماعي: